وقال فى أيام صفين :
يا أيها السائل عن أصحابى
إن كنت تبغى خير الصواب
أنبئك عنهم غير ما تكذاب
بأنهم أوعيةُ الكتاب
صبر لدى الهيجاء والضراب
فسل بذلك معشر الأحزاب
ولما صدر على من صفين أنشأ يقول :
وكم قد تركنا فى دمشق وأهلها
من أشمط موتور وشمطار تأكل
وغانية صاد الرماح خليلها
فأضحت تعد اليوم بعض الأرامل
وتبكى على بعل لها راح غدياً
وليس إلى يوم الحساب بقافل
وإنا أناس لا تصيب رماحنا
إذا ما طعنا القوم غير المقاتل
وقال حين بدت له عورة عمرو بن العاص لما برز إليه يوم صفين فصرف وجهه عنه :
ضرب ثنى الأبطال فى المشاعب
ضرب الغلام البطل الملاعب
أين الضراب فى العجاج الثائب
حين احمرار الحدق الثواقب
بالسيف فى نهنهة الكتائب
والصبر فيه الحمد لله العواقب
لما بلغ عمرو بن العاص مسير على إلى صفين قال :
لا تحسبنى يا علىُّ غافلا
لأوردنَّ الكوفة القنابلا
بجمعى العام وجمعى قابلا
فبلغ ذلك علياً رضى الله عنه فقال :
لأوردن العاصى ابن العاصى
سبعين ألفا عاقدى النواصى
مستحلفين حلق الدلاص
قد جنوا الخيل مع القلاص
آساد غيل حين لا مناص
وقال عمرو بن العاص فى بعض أيام صفين :
شدوا علىَّ شكتى لاتنكشف
بعد طليح والزبير فاتَّـلف
يوم لهمدان ويوم للصُّدف
وفى تميم نخوةٌ لا تنصرف
أضربها بالسيف حتى تنصرف
إذا مشيت مشية العود الصَّلف
ومثلها لحمير أو تنحرف
والربعيُّون لهم يومٌ عصف
فإعترضه على وهو يقول :
قد علمت ذات القرون الميل
والخصر والأنامل الطُّفول
أنى بنصل السيف خنشليل
أحمى وأرمى أول الرَّعيل
بتار وليس بذى فلول
أقبل الحضين بن المنذر وهو يومئذ غلام يزحف برايته وكانت حمراء فأعجب عليا زحفه فقال :
لنا الراية الحمراء يخفق ظلها
إذ قيل قدِّ مها حُضين تقدَّما
ويدنو بها فى الصحف حتى يزيرها
حمام المنايا تقطر الموت والدما
تراه إذا ما كان يوم كريهة
أبى فيه إلا عزةً وتكرما
وأحزم صبرا حين يدعى إلى الوغى
إذا كان أصوات الكماة نغمغما
وقد صبرت عنك لخمٌ وحمير
لمذحج حتى أورثوها التندما
ونادت جذام بالمذحج ويلكم
جزى الله شراً أينا كان أظلما
أما تتقون الله حُرماتكم
وما قرب الرحمن منها وعظما
جزى الله قوماً قاتلوا فى لقائهم
لذى البأس خيراً ما أعف وأكرما
ربيعةُ أغنى إنهم أهل نجدة
وبأس إذا لاقوا خميساً عرمرما
أذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا
بأسيافنا حتى تولى وأحجما
وحتى ينادى زبرقان بن أضلم
ونادى كلاعاً والكريب وأنعما
وعمراً وسُفياناً وجهماً ومالكاً
وحوشب والغاوى شريحاً وأظلما
وكرز بن نبهان وعمر بن جحدرٍ
وصباحاً القينى يدعو وأسلما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق