روى أن عليا بعد رجوعه من وقعة أحد ناول فاطمة - رضى الله عنها - سيفه وقال : إغسلى عنه الدم فوالله لقد صدقنى اليوم ثم قال :
أفاطمُ هاكَ السيف غيرُ ذميم # فلستُ برعديد ولا بلئيم
أفاطمُ قد أبليتُ فى نصر أحمد # ومرضاة ربِّ العباد رَحيمٍ
أريدُ ثوابَ الله لا شئ غيره # ورضوانّهُ فى جنَّةٍ ونعيمٍ
وكنتُ امرءاً أسمو إذا الحربث شُمرَتْ # وقامت على ساق بغير مُليم
أنَمتُ ابن عبد الدار حتى ضربتهُ # بذى رونق يَفْرى العَظام صميم
فغادرتُهُ بالقاع فارفضَّ جمْعُهُ # وأشْفَيتُ منهم صدرَ كل حليم
وسيفى بكفْلٍ كالشِّهاب أهُزُّه # أجزُّبه من عانقٍ وصميمٍ
وروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سار إلى غزوة تبوك واستعمل على المدينة علياً فتبعه على وقال .. يا رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلفتنى استثقالاً لى .. فقال - صلى الله عليه وسلم - : طالما آذت الأمم أنبياءها يا على أما ترضى بأنك وزيرى وخليفتى وقاضى دينى ومنجز وعدى لحمك لحمى ودمك دمى أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى .. فقال على : رضيت .. ثم أنشأ يقول :
نحنُ الخيارُ من البرية كلها # ونظامُها ونظام كل زمَام
الخائضون غمارَ كلِّ كريهة # والضامنون حوادث الأيام
المبرمون قُوَى الأمُور بعزة # والناقضون مرائر الأبرام
فى كل معترك تطيرُ سيوفنا # فيه الجماجم عن فراخ الهام
إنا لنمنعُ مَنْ أرونا منعهُ # ونجودُ بالمعروف للمُغْتام
وترُدُّ عادية الخميس سُيوفنا # ونقيمُ رأس الأصيد القمقام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرعديد : الجبان .
الشهاب : الشديد الإضاءة .
الأراجيف : الكذابون المثيرون للفتن .
الخميس : الجيش الجرار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق